إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، 15 نوفمبر 2010

*** الدوريات الإلكترونية ***

الدوريات الإلكترونية ماهيتها، وجودها
ومستقبلها فى المكتبات العربية

مستخلصتتناول الدراسة التعريف بالدوريات الإلكترونية، ومميزاتها وفوائدها للمكتبات وللمستفيدين، والتحديات والمشكلات التى تواجه المكتبات فى تعاملها مع الدوريات الإلكترونية، وأساس اختيارها بالمكتبات وتجارب مع المكتبات مع الدوريات الإلكترونية، وأخيراً مستقبل الدوريات الإلكترونية فى المكتبات العربية.
مقدمـة :خلال القرن العشرين تعاملت كافة أنواع المكتبات مع أوعية ومصادر المعلومات الورقية، ووضعت كل الأسس والمعايير لتنظيمها بموجب شكلها الورقى من الاختيار والتزويد إلى الفهرسة والتصنيف وصولاً للخدمات، مركزة بالذات على الكتب والدوريات. ولكنها واجهت أشكالاً جديدة من هذه المصادر فقد ظهرت المصغرات منذ عقد الثلاثينات من القرن العشرين ودخلت المواد السمعية البصرية إلى مجاميع المكتبة إبان الحرب العالمية الثانية ثم جاءت الأشرطة والأقراص الممغنطة لتحمل المعلومات المقروءة آلياً فى عقد الستينات مع دخول الحواسيب إلى المكتبات. تلتها تقنية الأقراص الليزرية المكتنزة بكل أنواعها وأشكالها / CD-ROM Multimedia /DVD وغيرها والتى انتشرت خلال عقدى الثمانينات والتسعينات. كلها عدت نوع من التحديات للمكتبات ولكنها استطاعت احتوائها جميعا والتعامل معها.
ويبرز هذا التحدى بسبب التطورات السريعة والمتلاحقة فى مجال تكنولوجيا المعلومات وانعكس ذلك على مفهوم المطبوعات الإلكترونية
electronic publications وتطورها إلى مطبوعات بالنص الكامل Full text والصورة Image وتقنيات النص المترابط Hyper text مع تطور أساليب واستراتيجيات البحث فى النصوص الكاملة بطريقة هائلة محققة أساليب بحثية مرنة فعالة قوية سهلة واستخدام الروابط الذكية Smart Link والتفاعل والتكامل الكبيرين بين هذه المطبوعات من خلال الاتفاقات التعاونية لأجل الإتاحة الكاملة لكل مطبوعاتهم إلكترونياً عبر شبكة محكمة من الاتصالات والترابط نتجت عنها زيادة الاتجاه نحو الدوريات الإلكترونية العلمية والبحثية والعامة مؤكدة تزايد الاتجاهات لما يعرف بالنشر على الإنترنت Internet Publishing.
والآن يمكن أن نتساءل لماذا أطلق على المصادر التحدى الجديد للمكتبات؟ لكون هذه المصادر متاحة ولكن غالباً ليس لها كيان فعلى أو وجود داخل المكتبة (
Accessible not Available) لتتمكن المكتبة من السيطرة عليها والتعامل معها وإتمام إجراءاتها الإدارية والفنية المألوفة فى التسجيل والتحليل وإعداد الإحصاءات والحفظ. فهذه معلومات إلكترونية رقمية، سريعة، بعيدة، منتشرة، متجددة، متغيرة، ربما غير دائمة الصدور والوجود فقد تظهر وتختفى بسرعة كبيرة.
وهكذا وجدت المكتبات نفسها ومع مطلع الألفية الثالثة فى مواجهة موقف جديد يتطلب تغيير معايير كثيرة فى التعامل مع أوعية معلومات كانت ولا تزال من أهم مصادر المعلومات لكل فئات المستفيدين فى العالم (إلا فى الدوريات) أوعية معلومات منتشرة فى كل بقاع العالم ومتاحة لكل المستفيدين فى أى مكان وزمان فى مواقع عبر شبكة الإنترنت، ولكنها لا تبدو تحت سيطرة العاملين فى المكتبات مئة بالمئة. ومن هنا جاءت أهمية هذه الدراسة.
أهداف الدراسة :تسعى الدراسة إلى تحقيق الأهداف التالية :
1- تعريف المكتبة العربية والعاملين فيها بأحدث مصدر معلومات إلكترونى متاح حالياً.
2- تشجيع المكتبات العربية وتهيئتها لخوض هذه التجربة ومواجهة التحدى الجديد لمصادر المعلومات الإلكترونية من خلال عرض التجارب العالمية فى هذا المجال.
3- تحسيس المهنيين بما يجرى من تحولات جذرية فى مفهوم وفلسفة التخصص من خلال هذا الموضوع لرسم المستقبل الواضح والمتوافق مع الاتجاهات العالمية فى مجال علم المكتبات والمعلومات.
تعريف الدوريات الإلكترونية E-journals :إن هذا المصطلح بات من المصطلحات الحديثة التى تزداد يوماً بعد آخر لتشمل قطاعات كبيرة من مصادر المعلومات والموضوعات ذات العلاقة بعلم المكتبات بعد تأثرها الكبير بتكنولوجيا المعلومات. لقد تعودنا كثيراً على مصطلح النشر الإلكترونى الذى شاع خلال عقد الثمانينات وحتى بداية عقد التسعينات من القرن العشرين ثم تبعه مصطلح مصادر المعلومات الإلكترونيةElectronic Resources ليشمل كافة مصادر المعلومات المتاحة والمنتجة إلكترونياً، وبعد توسع قاعدة هذه المصادر وتنوعها لم يعد المصطلح وحده كافيا فكان لابد من التخصيص وإيجاد مسميات مناسبة لكل مصدر. وكانت الدوريات السباقة فى هذا المجال، وما مشروع ADONIS إلا مثال واضح ومهم للتحول نحو الدوريات الإلكترونية مصطلحا ونشراً وتعاملاً. هذا المشروع والذى ظهر فى منتصف عقد الثمانينات فتح الأبواب الواسعة أمام التحول الكبير للدوريات من شكلها الورقى إلى الشكل الإلكترونى وبالتالى فتح باب تحدى جديد وكبير أمام المكتبات.ما هى الدورية الإلكترونية ؟يشمل المصطلح مجموعة متنوعة من الدوريات يمكن تقسيمها وفق الآتى(1):
1- دوريات تظهر (متوفرة) بشكل إلكترونى فقط أى ليس لها بديل أو أصل ورقى سابق
Electronic Format Only.
2- دوريات أصبحت تظهر (متوفرة) بشكل إلكترونى فقط بعد أن كانت تظهر ورقياً أى كان لها أصل ورقى ثم توقف
Electronic only of a former printed journals.
3- دوريات تظهر (متوفرة) بشكلين : الورقى التقليدى والرقمى الإلكترونى
Electronic & print format .
4- كذلك يمكن استخدام هذا المصطلح أيضا للمقالات والبحوث المنفردة
(
single e-articles) (2)التى تظهر حال قبولها للنشر فى المجلة وقبل ظهور العدد بشكله الشامل وذلك لإتاحة الفرصة أمام الباحثين والمستفيدين للحصول على المعلومات بصورة سريعة جداً.
كما ويمكن أن يستخدم هذا المصطلح ليشمل الدوريات المتوفرة على وسائط إلكترونية مثل : (3)
1- الدوريات المتوفرة على الأقراص الليزرية المكتنزة
CD-ROM.
2- الدوريات المتوفرة والمتاحة على الخط المباشر
Online من خلال قواعد بيانات ومراصد معلومات.
3- الدوريات التى يتم التعامل معها عبر شبكة الإنترنت ومتوفرة على الوب
Web (لها web site).
مميزات وفوائد الدوريات الإلكترونية وتأثيرها على المكتبات والمستفيدين
مما لاشك فيه أن أى تطور جديد فى شكل أوعية ومصادر المعلومات له مميزاته وفوائده على كل من المكتبة والمستفيدين فى آن واحد. ولقد لمسنا آثار التطورات التكنولوجية المتلاحقة خلال العقدين السابقين والتى من أغلب فعاليات المكتبات وإجراءاتها وطبيعة خدماتها وأسلوب تقدمها للمستفيدين. ونحاول هنا أن نستعرض مميزات وفوائد الدوريات الإلكترونية وتأثيرها على كل من المكتبة والمستفيدين.
مميزات وفوائد الدوريات الإلكترونية على المكتبات
1- الاقتصاد الهائل فى أماكن الحفظ والتخزين
وهذه الفائدة أو الميزة هى امتداد لكل أنواع تكنولوجيا المعلومات التى اقتحمت أسوار المكتبات ومصادر معلوماتها منذ استخدام المصغرات الفيلمية ولحد الآن. الدوريات الإلكترونية حلت مشكلة تخزين الأعداد القديمة
Back issues واختصرت كثيراً من الأماكن والمساحات المخصصة لعرض الأعداد الجارية Current issues فلم تعد هناك حاجة لمثل هذه المساحات، فالدوريات موجودة عبر شاشة الحاسوب.
2- ساعدت الدوريات الإلكترونية المكتبات على التخلص من مشكلة سرقة الأعداد وتشويه الصفحات والتخزين بالنسبة للتعامل مع النسخ الورقية (4).
3- الاقتصاد فى النفقات والذى يتمثل – حسب رأى الباحثين – بالآتى :
- إن الاقتصاد الكبير فى أماكن الحفظ يعنى استثمار المواقع لأغراض أكثر جدوى وفاعلية للمكتبة، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن هذا الاختصار المساحى وفر على المكتبة التفكير فى مشكلة التوسعات المستقبلية وكلفها المادية العالية.
- الاقتصاد فى نفقات التأثيث وشراء العارضات ورفوف حفظ الأعداد القديمة.
- الاقتصاد فى نفقات التجليد والترميم والصيانة.
- الاقتصاد فى كل نفقات الفهرسة والفهارس وغيرها.
- الاقتصاد فى نفقات أجور بعض الموظفين غير الفنيين لأداء أعمال روتينية بسيطة.
4- فتحت أمام المكتبات آفاقا كبيرة لتوسيع قاعدة مجموعة الدوريات المتاحة دون الحاجة لوجودها فى المكتبة. بعبارة أوضح صار بإمكان المكتبات أن توفر لمجتمعها من المستفيدين آلاف العناوين من الدوريات دون تفكير فى مشكلة السيطرة عليها أو تخزينها فالاشتراك فى الدوريات الإلكترونية لا يعنى غالباً وجودها الفعلى فى المكتبة.
5- أن الاحتفاظ بالأعداد القديمة المجلدة لكافة الدوريات الورقية صار من الإجراءات المكلفة اقتصاديا خاصة على المدى البعيد مع تناقص القيمة البحثية لها. وهذا مبدأ معروف فى التعامل مع الدوريات وهو مبدأ التقادم (
obsolete) فكلما قدمت الدورية – خاصة فى مجال العلوم والتكنولوجيا – تقادمت قيمتها المعلوماتية والبحثية وتلاشى استرجاعها من قبل المعنيين – وتظل عبئاً كبيراً على كاهل المكتبة.
6- ساعدت الدوريات الإلكترونية العديد من المكتبات على التخلص من مشكلة تتبع المقالات المطلوبة وتوفيرها بالوقت المناسب للمستفيدين ومشكلة وصول الأعداد وتأخر وصولها وفقدانها وهكذا. وفى الواقع لم تعد هناك حاجة إلى التبادل التعاونى والانتظار ربما لأيام أو أسابيع من أجل الحصول على العدد المطلوب من المجلة.
مميزات وفوائد الدوريات الإلكترونية على المستفيدين :
1- الإتاحة
accessibility.
1-1- الإتاحة المباشرة والمتجددة والدائمة، فالوصول مستمر 24 ساعة فى اليوم و 7 أيام فى الأسبوع وهكذا. فقد صار بإمكان المستفيدين إرضاء حاجتهم البحثية دون التقيد فى برمجتها وفق ساعات دوام المكتبة.
1-2- الإتاحة بغض النظر عن التواجد الموقعى فى داخل المكتبة فالآن يستطيعون تصفح وقراءة الدوريات من موقع العمل كالمكتب أو المختبر أو الجامعة وهذه الإتاحة لم تعد الآن ترفا اجتماعيا ومعرفيا فالباحث اليوم ليس لديه الوقت الكافى لترك العمل لتتبع نسخة من مقالة فى مكتبة ما. وإنما يمكن أن يستخدم (
Desktop) من خلال (Laptop) لإجراء البحث ثم الحصول على نسخة مطبوعة مباشرة.
1-3- الإتاحة لأكثر مستفيد
Multi-user access ولنفس المقالة والبحث فى آن واحد وهذا كان ولا يزال من الأمور الصعبة التنفيذ مع الأشكال الورقية.
1-4- الإتاحة السريعة جدا، فالعديد من الدوريات الإلكترونية أصبحت متاحة على الوب بمدة لا تقل عن أسبوع أو أسبوعين قبل ظهور نسخها الورقية ولقد ظهر حالياً ما يعرف بالمقالة الإلكترونية فكثيراً ما تجد الآن مقالات إلكترونية
Electronic Article عبر شبكة الإنترنت تظهر بشكل انفرادى قبل ظهور مجلتها وحال قبولها للنشر. وقد شجعت المجلات ذاتها هذه الفكرة فلم تعد تهتم بتأخير النشر لحين تجميع كافة المقالات بل تسارع فى النشر أولاً بأول لما يصلها من مقالات وبحوث.
2- المرونة العالية فى التعامل معها وتغيير العادات القرائية للمستفيدين وهذا برأينا- من أهم مميزات الدوريات الإلكترونية، وتتمثل بالآتى :
2-1 سهولة التصفح والتنقل بين مقالات وصفحات الدورية الواحدة أو العديد من الدوريات فى آن واحد بشكل تفاعلى مع وجود الروابط
Links والنص المترابط Hypertext. وبلاشك فإن هذا النوع من التصفح أكثر فاعلية ومرونة من التصفح للمجلات الورقية بين رفوف العرض والتخزين(5).
2-2- المرونة فى أسلوب الحصول على المقالة أو البحث وبشكل مباشر إما بطباعتها (الحصول على نسخة ورقية) أو على قرص مرن (
download) أو من البريد الإلكترونى (File Attachment). وهذه الطريقة حلت للمستفيدين مشكلة النسخ أو التصوير للمجلة الورقية خاصة وأغلب المكتبات لا تعير ولا تسمح بإخراج المجلة خارج أسوارها.
2-3 إنها فعلاً لعبت دوراً مهماً فى تغيير العادات القرائية وأسلوب البحث عند المستفيد، فلم يعد من الأهمية تتبع عنوان محدد وقراءة صفحة محتويات الوصول إلى المطلوب . فالكلمات المفتاحية
keywords أو الواصفات descriptors الدالة والمعبرة عن الموضوعات المطلوبة أصبحت المفاتيح الحقيقية للوصول إلى المقالة المطلوبة. ووفرت تطورات تكنولوجيا المعلومات المتمثلة بالبرمجيات وإمكاناتها العالية الجودة فى ربط النصوص hyperlinks لتأمين التنقل الحر والمرن بين المقالات وعناوين الدوريات فى أكثر من قاعدة وموقع على الوب مع توفر المعلومات الرقمية النصية والصوتية والصورية Multi-media وإتاحتها بشكل تفاعلى ومتكامل كل هذا أثر كثيراً فى فلسفة البحث وصار استخدام الدوريات الإلكترونية من الأمور المفيدة علمياً والممتعة والمسلية أيضاً وانعكس ذلك إيجابياً على رضا المستفيدين من هذا المصدر المهم قياساً بالبحث التقليدى فى المكتبات.
2-4 المرونة العالية فى الاسترجاع وإمكانية تحقيق الدقة العالية (
high precision) لفاعلية آليات واستراتيجيات البحث فى قواعد البيانات وخدمات تكشيف الدوريات الإلكترونية وقوة محركات البحث (search engines) فى نظم استرجاع المعلومات المتاحة إضافة إلى ما ذكرناه فى أعلاه وفر للمستفيد نقاط إتاحة لا حصر لها لجمع أكبر قدر ممكن من المقالات ذات العلاقة الدقيقة والمباشرة بموضوع بحثه وإضافة إلى ما تقدم هناك فوائد ومميزات مشتركة للمكتبات والمستفيدين فى آن واحد وأهمها :
(1) لم يعد طول المقالة فى المجلة محدداً فقد أصبح الكاتب حراً فى كتابة بحثه أو مقالته، بعبارة أخرى لم يعد للمجلة الإلكترونية حد أعلى من الصفحات. ونجد فى هذه النقطة فائدة للكاتب والمؤلف أكثر من المكتبة والقارئ.(6)
(2) يكون الشكل الإلكترونى – فى كثير من الأحيان – الشكل الوحيد المتوفر وهو الفرصة الوحيدة المتاحة أمام المكتبة والمستفيد للحصول عليها خاصة إذا كانت تحمل معلومات علمية وبحثية مهمة.
التحديات والمشكلات التى تواجه المكتبات فى تعاملها مع الدوريات الإلكترونية
على الرغم مما ذكرناه من مميزات وفوائد لا يستهان بها فى التحول نحو التعامل مع الدوريات الإلكترونية سواء للمكتبات أو المستفيدين. فالتحول بلاشك جذرى خاصة للمكتبات لأن التغيير هنا ليس شكلياً فحسب بل تغييرا كاملاً لمعظم إجراءات التعامل والسيطرة على الدوريات اليدوية والتقليدية خاصة بما يخص التزويد والفهرسة فهنا نتحدث عن مصدر معلومات ليس له وجود فعلى فى المكتبة غالباً.
ونظراً لأهمية الموضوع سنحاول هنا طرح أفكار وآراء بعض الكتاب ممن خاضوا هذه التجربة لنكون دليلاً لمكتباتنا العربية فقد ذكر لنا
Quinn Brian مجموعة التحديات والمشكلات مثل : (7)
1- ضرورة توفر البنية التحتية الملائمة. ويقصد بها هنا المواصفات المثالية المتكاملة للحواسيب وشبكات الاتصال والبرمجيات الفعالة المناسبة والقدرات والمهارات البشرية للتعامل معها (إجراءات التزويد والفهرسة والسيطرة عليها) وتقديم خدمات للمستفيدين، وقد لا تتوفر كل هذه الأمور بنفس الكفاءة لدى العديد من المكتبات وهذا سيؤدى بالتالى إلى تفاوت الفرص أمام المستفيدين للاستفادة منها.
2- لا تزال المجلات الإلكترونية تفتقر إلى المعايير والمقاييس الموحدة للتعامل معها. فقراءة بعض المجلات تحتاج إلى استخدام أنواع مختلفة من البرمجيات مثل
Adobe Acrobat / Common Ground/ Republic وهذا معناه على المكتبات امتلاك وتخزين أكثر من برمجية وربما يشكل هذا الإجراء عبئا ماليا وتكنولوجيا عاليه.
3- عدم استقرار ظهور الدوريات الإلكترونية (
instability) خاصة التى ليس لها بديل ورقى واختفاءها السريع مما يضيع الفرصة للمكتبات والباحثين من تتبعها وبالتالى مشكلة اختيارها وحفظها والنشر فيها ودخولها ضمن خدمات التكشيف والاستخلاص العلمية.
4- الصعوبة فى الاستشهادات المرجعية
citation للدورية الإلكترونية. فالكثير من هذه المجلات أصبحت تظهر بصورة مختلفة عما عهدناه بالشكل الورقى حيث المقالة محددة الموقع (من ص X – ص Y) واسم الكاتب وعنوان المقالة والعدد وغيرها من المعلومات الببليوغرافية . فالكثير منها يظهر بطريقة يصعب تحديد عنوان المجلة أو هوية المؤلف خاصة إذا لم يكن للمجلة أصل ورقى يمكن الرجوع إليه وتزداد المشكلة تعقيدا بتغير الـ (URL) للمجلة أو المقالة على الوب بين حين وآخر مما يضيع الأثر فى تتبع المقالة بعد فترة من صدورها.
5- لا يمكن التأشير والتعليق والكتابة إلا بعد الحصول على نسخة ورقية.
6- أحياناً وحسب تصميم صفحة المجلة الإلكترونية قد يصعب قراءتها على الخط المباشر
Online بشكل واضح معتمداً على تصميم الخلفية والألوان والخطوط مما يضطر الباحث إلى الحصول على نسخة ورقية ولكنها تكون غير واضحة تماماً. وأكد على هذه المشكلة أيضاً Thomas Nisonger بما أطلق عليه مشكلة كفاءة شكل الدورية الإلكترونية Quality Control (8).
بالإضافة إلى ما تقدم فقد لاحظنا عند استعراضنا للأدبيات التركيز على مشكلات وتحديات تبدو أنها القاسم المشترك لأغلب المكتبات فى تعاملها مع الدورية الإلكترونية نستعرضها كالآتى : (9-11)
مشكلة التعامل مع أشكال غير موجودة فعليا داخل المكتبة وكيفية السيطرة عليها وحفظها ويطلق عليها مشكلة (
Archiving of E-jouranl).
7- لقد تعودت المكتبات فى تعاملها مع الدوريات الورقية فى تسجيل وعرض ثم تجليد وحفظ الأعداد القديمة من الدوريات بل أن المكتبات تركز فى جمع وحفظ الأعداد المتكاملة لكل عناوينها وتقاس مجموعة المكتبة من الدوريات بتكامل أعدادها على الرفوف ولسنوات طويلة، ولتكون مرجعاً للباحثين وتحفظ حقوق المؤلفين للمقالات والبحوث. لقد اختلفت الحالة تماما مع الشكل الإلكترونى وعلى الرغم من وجود الشكل الورقى للكثير من الدوريات إلا أن الاتجاه العام نحو اعتماد البديل الإلكترونى معناه لا وجود ولا حفظ لما يظهر إلكترونياً فهل هذا صحيح وأين حق المؤلفين وكيف يحقق المستفيد البحث الراجع؟ وأصبحت المكتبات الآن تواجه الأسئلة التالية :
7-1 من يقوم بمهمة حفظ الأعداد القديمة ؟ هل الناشر المسؤول عن هذه الدورية ؟ وهل هذا العمل مضمون النتائج على المدى البعيد؟
7-2 المكتبات ذاتها ؟ وما هى المجلات التى يجب أن تحفظ وتوثق؟ وما هى الأسس المتبعة فى ذلك؟ وما هو الشكل الذى تحفظ عليه هذه المجلات؟ هل على الورق؟ أم على
CDs أم على Diskettes أم على مصغرات فيلمية؟ وما هى الكلفة والجدوى من ذلك ؟
إن هذه المشكلة جعلت الكثير من المكتبات تتردد فى إلغاء اشتراكها للدوريات المطبوعة واستبدالها بقواعد البيانات التى توفر سبل الإتاحة للدوريات الإلكترونية، وصارت تشترك بالشكلين وتعاون الناشرين فى هذا المجال حيث أصبحوا يوفرون اشتراكات مخفضة أو مجانية بالشكلين.
8- مشكلة التقبل العلمى (
Scholarly acceptance) لها من قبل مجتمع العلماء والباحثين الذى تعودوا على التفاعل مع أشكال ورقية واضحة للمعلومات الببليوغرافية تظهر فى أوقات منتظمة وتمتاز بالديمومة . إلا أن هذه المشكلة فى طريقها إلى التلاشى مع تزايد حجم عناوين الدوريات العلمية الرصينة التى تظهر بشكلها الإلكترونى .
9- كذلك لابد من التطرق إلى مشكلة تكشيف هذه الدوريات بشكلها الجديد ثم استخلاصها، ومن المعروف أن أهم عنصر فى نجاح وجود واستمرار الدوريات هو خدمات كشافاتها ومستخلصاتها وهذا ما عرفناه منذ أمد طويل عندما كانت تظهر الكشافات بشكلها الورقى ثم تحولت إلى الشكل المقروء آلياً لتشكل الآن أكثر وأضخم خدمات قواعد البيانات الببلوغرافية العامة والمتخصصة فى العالم. إن الدوريات الإلكترونية تعد دوريات حديثة العهد – خاصة التى تظهر بشكلها الإلكترونى فقط – قياساً بالورقية ونتيجة لذلك فإن وجودها ضعيف جداً فى أدوات ومصادر التكشيف والاستخلاص العالمية المعروفة (خدمات التكشيف والاستخلاص)
Chemical Abstracts / Science Citation Index / MEDLINE وغيرها والتى تحولت إلى قواعد بيانات عالمية معروفة تشمل أفضل الدوريات فى العالم والتى يسعى كل الباحثين والمتخصصين لنشر بحوثهم ومقالاتهم فيها، لأنها تضمن لهم حقوق التأليف والنشر Copyright ومن خلال توثيق أسماءهم ووجودهم ضمن الكشاف للوصول إلى مقالاتهم المطلوبة. ونفس الشئ يقال بالنسبة للمكتبات التى تتجنب امتلاك دوريات ليس لها كشاف سنوى أو تراكمى أو مشمولة بإحدى قواعد البيانات الآنفة الذكر. فالتكشيف يعد واحداً من أهم معايير انتقاء العناوين للاشتراك فيها من قبل أى مكتبة فى العالم. وللحد من هذه المشكلة بادرت العديد من مؤسسات خدمات التكشيف العالمية إلى إدخال عناوين دوريات إلكترونية ضمن خدمات تكشيفها واستخلاصها منها على سبيل المثال:
1-
ERIC Current index to journals in education.
2-
PAIS Public Affairs Information Services.
3-
SSCI Social Science Citation Index.
4-
ECONLIT EconomicRelated Literature Index.
5-
Abstracts in anthropology.
6-
Americahistory and life (abstract).
7-
PSYCINFO database.
8-
Social work Abstracts.
9-
Sociological Abstracts.
وقد اعتمدت هذه الجهات مجموعة من المعايير لانتقاء عناوين الدوريات الإلكترونية التى يسمح بإدخالها ضمن خدمات تكشيفها واستخلاصها نوجزها بالآتى(12):
1- يجب أن يكون للمجلة المختارة هيئة تحرير أكاديمية أو صادرة عن جهة أكاديمية والتركيز على السمعة العلمية الرصينة للمجلات.
2- يجب أن تغطى المجلة فجوة موضوعية ضمن موضوعات كشافاتها. والتركيز هنا على حداثة موضوع الدورية وأنه غير مطروق سابقاً فى المجلات الورقية المشمولة بالتكشيف.
3- الاهتمام بالمعلومات الببليوغرافية المتكاملة للمقالة. والتأكيد على ضرورة أن تكون كافة المصادر المستخدمة والاستشهادات المرجعية متكاملة المعلومات.
4- أن تتناول موضوعات ذات اهتمام عالمى وأن مقالاتها يكثر الاستشهاد بها فى مجال التخصص.
5- انتظام الصدور وقد وضعت بعض المعايير الزمنية للانتظام مثلا وضعت (
SSCI) أن تكون الدورية منتظمة الصدور لمدة ستة أشهر متتالية وبنفس الموعد المحدد لظهورها بالضبط.
6- التركيز على المجلات التى تظهر (
Image Full Text) وليس فقط صفحات المحتويات (Contents) مع قلة الأخطاء الطباعية وشكل الإظهار للمقالة (Display Format).
اختيار الدوريات الإلكترونية
لقد تعودنا فى مكتباتنا على التعامل مع مصادر المعلومات الورقية وبعض المصادر الإلكترونية وفق أسس الاختيار المألوفة فى عالم المكتبات والسؤال المطروح الآن ماذا نعنى باختيار الدوريات الإلكترونية؟ وهل ستخضع هذه الدوريات لنفس أسس وقواعد الاختيار وبناء المجموعات؟ خاصة ضمن التعريفات السابقة للدورية الإلكترونية والتى تؤكد أن العديد منها غير متاح إلا بشكل إلكترونى رقمى عبر الإنترنت.
والحقيقة التى يجب مواجهتها من قبل المكتبات خاصة المعنيين بالاختيار وبناء المجموعات والاشتراك فى الدوريات هى أنهم باتوا يتعاملون مع شئ جديد مختلف تماماً حتى عن باقى مصادر المعلومات الإلكترونية كالأقراص المرنة والمكتنزة فهذا الشئ الجديد غالبا – متاح عبر وسائل الاتصال عن بعد ولكنه غير موجود فعلياً ضمن مجموعة المكتبة وداخل جدرانها ، وعليهم تطوير وتغيير الأسس والأساليب التى اتبعتها لفترات زمنية طويلة فى عمليات الاختيار لتتناسب مع هذه الحالة الجديدة التى أصبحت واقعاً فرضته على المكتبات التطورات التكنولوجية المتسارعة والمتجددة دائماً(13).
أسس اختيار الدوريات الإلكترونية :على الرغم من الاختلاف بين اختيار الدوريات الورقية والإلكترونية إلا أن الأسس العامة للاختيار لم تتغير.
ويمكن حصرها ضمن ثلاثة محاور هى :
1- تحديد العناوين المطلوبة.
2- التقييم أو التقويم.
3- الاختيار.
1- تحديد العناوين المطلوبة
ونقصد بها هنا تحديد العناوين المطلوبة أى ما هى العناوين التى ستقوم المكتبة بطلبها لتكون ضمن مجموعاتها؟ ومن أهم مشكلات التعامل مع الدوريات الإلكترونية حداثة ظهورها وبالتالى قلة وجود أدوات السيطرة والضبط الببليوغرافى كالأدلة والكشافات لحصر ورصد هذه الدوريات وتوفير المعلومات الكاملة عنها (المعلومات الببليوغرافية والعناوين والناشر.. الخ) التى تضمن التواصل معها وتحديد موقعها ولكن هذه المشكلة فى طريقها إلى التلاشى مع زيادة هذه الأدوات وانتشارها السريع على مواقع الوب عبر شبكة الإنترنت ومن أشهر وأقدم هذه الأدوات الدليل المطبوع الصادر عن جمعية المكتبات البحيثة
ARL الموسوم Directory of Electronic Journals, Newsletters and Academic Discussion Lists.
2- التقويم
ونقصد به هنا المعايير المعتمدة للتحقق من قيمة الدورية المطلوبة من حيث المحتوى / المعالجة الموضوعية / التخصص وعمقه / السمعة العلمية / الرصانة / اللغة/ التكشيف والاستخلاص / مستوى المؤلفين العلمى / هيئة التحرير / الجهة المصدرة / فترات الصدور / الانتظام والديمومة / وهذه المعايير يجب أن تبقى معتمدة مع الشكل الإلكترونى إضافة إلى الآتى :
2-1 الشكل الإلكترونى المتاح :
2-1-1
Online على الخط المباشر.
2-1-2
CD-ROM على القرص المكتنز.
2-1-3
Website لها موقع على الوب وبشكل مباشر.
2-1-4
Internet and other Networks من خلال شبكة انترنت وشبكات أخرى.
2-2 الخيارات المتاحة للاشتراك (14)
2-2-1 الاشتراك بالشكل الورقى مع الإلكترونى فى حالة توفرها بالشكلين. غالباً ما نحصل على الشكل الإلكترونى مجانا أو بالعكس يجب دفع مبالغ إضافية للاشتراك بالشكل الإلكترونى.
2-2-2 الاشتراك بالشكل الإلكترونى فقط وترك الورقى.
2-2-3 الاشتراك بالورقى دون الإلكترونى.
2-2-4 عدم الاشتراك بالشكل الإلكترونى والاكتفاء بالمشاركة ضمن التبادل التعاونى أو الاشتراك الرمزى عبر خدمة توفير المصادر من قبل الناشرين التجاريين المتخصصين بتوفير هذا النوع من الخدمات المعروفة بـ
Document Delivery Services.
2-2-5 الاشتراك ضمن خدمات قواعد بيانات ومجهزى خدمات التكشيف والاستخلاص وجامعى الدوريات (
aggregators) لضمان الوصول لبحوث ومقالات منشورة فى أعداد كبيرة جدا من الدوريات ومتاحة على الخط المباشر عبر شبكة الإنترنت.
2-2-6 الحصول على الدوريات الإلكترونية كجزء من الاشتراك التعاونى والمشترك (كحصص) بالاتفاق مع جهات أخرى مثل مجموعة مكتبات أو ضمن شبكة قطاعية.
2-3 أسلوب الاشتراك
2-3-1 الدفع المباشر كما هو الحال مع الدوريات الورقية إلى أى جهة من المذكورة فى (2) أعلاه.
2-3-2 دفع رسم إجازة الترخيص للدخول إلى الدوريات الإلكترونية واستخدامها (
licenses) والتى تؤمن للمشترك كلمة السر والعبور Password.
2-4 منافذ الحصول على الدوريات الإلكترونية (15)
2-4-1 من خلال مجموعة المتعاملين فى سوق المعلومات الإلكترونية المعروفين حالياً بـ
Aggregators.
2-4-1-1
Subscription agents
2-4-1-2
Database providers.
2-4-1-3
Journal titles.
2-4-1-4
Authors names.
وهذه الجهات تقدم خدمات التصفح والبحث من خلال الكلمات المفتاحية فى عنوان المقالة وعنوان المجلة والمستخلص إضافة إلى اسم الكاتب معتمدة فى البحث على اللغة الطبيعية والمنطق البوليانى مع خدمات الحصول على الفصول كاملة وتأمينها عبر التلفاكس والبريد الإلكترونى.
2-4-2 خدمات التكشيف والاستخلاص وهى قواعد بيانات ببليوغرافية يتم الاتصال بها من خلال مقدمى هذه الخدمة. وتقدم خدمات بحثية متقدمة بالاعتماد على اللغات المقيدة
controlled language وكشافات موضوعية ومكانز.
2-4-3 الدفع مقابل المشاهدة
pay-per- view وهذه خدمة جديدة طرحها ناشرو الدوريات الإلكترونية وهى الدفع مقابل الحصول على مقالات محددة دون الحاجة إلى الاشتراك بكامل الدورية.
2-5 معايير أخرى للتقويم
2-5-1 شروط الحصول على الترخيص أو الاشتراك.
2-5-2 ضمان الإتاحة المستمرة والدائمة
reliability of access.
2-5-3 الثبات
stability.
2-5-4 سهولة دخول المستفيد
user interface.
3- الاختيار:
وتعتمد نفس أسس اختيار الدوريات الورقية وأهمها الآتى :
3-1 حاجات المستفيدين.
3-2 الميزانية (الكلفة).
إضافة إلى ما تقدم يمكن اعتماد عنصر جديد يخص الدوريات الإلكترونية هو :
3-3 إعادة تأهيل الكادر بشكل يتلاءم مع التعامل مع اختيار الدوريات الإلكترونية.
تجارب ونماذج لتعامل مؤسسات علمية ومكتبات مع الدوريات الإلكترونية
فيما يلى تجارب ونماذج علمية ومكتبات خاضت تجربة التعامل مع الدوريات الإلكترونية يمكن للمكتبات العربية الاستفادة منها لخوض هذه التجربة.
التجربة الأولى : (16)
مكتبات مؤسسة ماساشوست للتكنولوجيا
Massachusetts Institute of Technology Libraries (MITls) لقد أعلنت مديرية مكتبات هذه المؤسسة بأن التحدى الجديد للمكتبات البحثية المتخصصة هوما يعرف بـ (Digital sustainability) ويمكن أن نعبر عنه بأنه كيفية الحفاظ على وجود ومحاولة الإبقاء والمحافظة على المعلومات الرقمية لفترات زمنية طويلة وبعبارة أخرى (ديمومة المعلومات الرقمية).
وقد استطاعات هذه المكتبات أن تستفيد من الدعم المادى الذى خصصته مؤسسة
Andrew W. Mellon والبالغ 145.000 $ دولار لتطوير خطة مستقبلية لحفظ والسيطرة على المعلومات التى تحتويها المجلات الإلكترونية (archiving) وبالذات الدوريات الإلكترونية البحثية والعلمية المتاحة عبر شبكة الإنترنت وعلى الوب وأطلق على هذه المجلات اسم (Dynamic e-journal).
وباشرت مكتبة (
MIT) وبالتعاون مع مجموعة من المؤسسات والناشرين المعروفين فى مجال العلوم والتكنولوجيا مثل :American Association for the Advancement of Science (AAAS) و Columbia University Press بإنشاء ما يعرف حالياً بالمجلات الإلكترونية الديناميكية (*)Dynamic e-journal على الوب لتشجيع الجهات العلمية والمكتبات لولوج مجال النشر الإلكترونى للدوريات البحثية العلمية وتوسيع قاعدتها بين الباحثين والعلماء كبديل مستقبلى للدورية الورقية. وبادرت (MIT) بإصدار أول مجلة إلكترونية ديناميكية لها بعنوان Cognet فى شهر أيلول من عام 2000 وهى مجلة متخصصة بالبحوث الطبية وبالذات فى مجال علوم الدماغ والجراحة.
التجربة الثانية : (17)
مؤسسة المعلومات اليوم
Information Today Inc. (ITI) أعلنت مؤسسة المعلومات اليوم (ITI) أن مطبوعها الموسوم بـ مستخلصات علم المعلومات Information Science Abstracts (ISA) قد باشر بتغطية مجموعة من المجلات الإلكترونية ضمن خدمات مستخلصاته فى حقل علم المعلومات. وخصص العدد الثامن من المجلد الخامس والثلاثين لعام 2001 لعدد من المجلات الإلكترونية التى تضمنها المستخلص كنموذج تعريفى بهذه الخدمة الجديدة للمؤسسة وقد اعتمدت فى اختيارها للعناوين على عدة معايير منها :
1- أن يكون للمجلة رقماً معيارياً دولياً
ISSN
2- أن تتضمن المجلة بحوثا ومقالات تعريفية
review articles أما عناوين الدوريات التى دخلت فى خدمة المستخلصات كدفعة أولى فهى :
1-
Ariada
2-
D-lib Magazine
3-
First Monady
4-
PACS-R
5-
Public Access System Review
6-
Review of Information Science
7-
Issues in Science and Technology Librarianship
8-
Library and Information Science Research
9-
LIBRES
10-
Journal of Library Services for Distance Education.
التجربة الثالثة : (18)
تجربة خدمات المعلومات
EBSCO
أعلنت خدمة المعلومات المشهورة عالمياً
EBSCO بأن مجموع الدوريات الإلكترونية المتاحة عبر خدماتها على الخط المباشر Online وعلى الويب
قد بلغ 4000 مجلة وبالنص الكامل
Full Text و Image وليس كاستشهاد مرجعى citation أو مستخلص Abstract. وبهذه تكون EBSCO قد تفوقت على كافة مقدمى خدمات المعلومات الإلكترونية بهذا الكم من الدوريات الرصينة وبالنص الكامل.
ومن المعروف أن خدمة معلومات
EBSCO على الخط المباشر عبارة عن أداة بحثية تتيح سبل الوصول إلى النصوص الكاملة للبحوث ودوريات علمية منشورة على الخط المباشر إلكترونيا وباستطاعة المستفيد البحث فى قائمة محتويات المجلات أو مستخلصاتها إضافة إلى النص الكامل والصورة طبق الأصل مع توفر إمكانات الربط بين النص الكامل وكافة نقاط الإتاحة الأخرى المتوفرة على موقع الوب.
وقد أضافت لخدماتها قاعدة بيانات جديدة ضمت أكثر من 400 مجلة إلكترونية بالنص الكامل فى مجال علم النفس صممت خصيصاً لطلبة مرحلة البكالوريوس فى هذا المجال.
كذلك وفرت قاعدة أخرى تضم 500 مجلة إلكترونية بالنص الكامل فى علم الاجتماع حيث يمكن البحث فيها كقاعدة مستقلة ويمكن للباحث فى نفس الوقت الربط ما بين الاستشهادات المرجعية الواردة فى النص الكامل مع المصدر المعروف بـ مستخلصات علم الاجتماع
Sociological Abstracts من خلال أدوات الربط الذكية التى توفرها EBSCO وتعرف هذه الأدوات بـ (Smart Links).
التجربة الرابعة : (19)
وهنا نستعرض تجربة شبكة سويتس لخدمات الاشتراك
Swits Net (*)Subscription Service عقدت هذه المؤسسة المشهورة حاليا فى مجال الربط بين المجلات الإلكترونية وإتاحتها للمكتبات والمؤسسات اتفاقية مع اثنين من أشهر الناشرين فى العالم بمجال الطب وهما Karger(*) و Munksgaard (**)ولتوفير خدمة الإتاحة لمجموعة من أشهر المجلات الأحيا-طبية (Biomedical) وعددها 2800 مجلة عبر شبكة (Swets net) وإضافة إلى ما تقدم أعلنت دار نشر munksgaard خلال عام 2000 عن بدء خدمة الدوريات الإلكترونية لديه وبالنص الكامل بالاتفاق مع الناشر العالمى Blackwell.
التجربة الخامسة : (20)
مكتبة جامعة دركسل
Drexel University Library
لقد اخترنا هذه التجربة لتوافقها الكبير مع ما ذكرناه من مميزات وفوائد الدوريات الإلكترونية، فهى دليل علمى ناجح على التحول نحو الدوريات الإلكترونية فى المكتبات، بدأت المكتبة تجربتها عام 1998، ومع بداية عام 2000 كانت الاشتراكات 800 دورية ورقية مقابل 4951 دورية إلكترونية عبر اتفاقيات مع 47 مجهز وجامع مقالات دوريات إلكترونية (
aggregation) وذكرت مديرة المكتبة بأنها تجربة فريدة من نوعها وتحدى كامل لكل إجراءات المكتبة. واعتمدت المكتبة فى تجربتها على توفير أرضية صالحة ومشجعة تمثلت بالآتى :
1- توفر البنية التحتية المناسبة من شبكات اتصال متطورة وحواسيب عالية الكفاءة وتمتع مجتمع الجامعة مع أساتذة وطلبة بمهارات حاسوبية متطورة.
2- التحمس الشديد لدى رئيس الجامعة، وتقديم الدعم المادى للمشروع من قبل الجامعة.
3- عدم ارتياح مجتمع الجامعة من الأساتذة والطلبة من التعامل مع الدوريات الورقية بعد تناقص أعدادها بسبب تقليص الاشتراكات الناتج عن مشاكل اقتصادية واجهت المكتبات.
واعتمدت المكتبة مجموعة معايير للاشتراك فى الدوريات الإلكترونية هى :
1- وضوح الصورة
Image Resolution والألوان.
2- توفر
URL لكل مجلة وبشكل ثابت.
3- مواصفات البحث الناجح.
4- أسلوب الإتاحة ومرونته على الخط المباشر.
5- استخدام الروابط الذكية
Smart Links والتى توفر إمكانية الربط بين النصوص الكاملة والاستشهادات المرجعية والمراجع والمصادر والمستخلصات ومع دوريات أخرى متوفرة على الخط المباشر.
6- أشكال العرض (
HTML and / or PDF) Display Format.
ولقد توصلت المكتبة إلى جملة حقائق ونتائج إيجابية أهمها :
1- التحول نحو الدوريات الإلكترونية قد خفض عدد الموظفين التقليديين.
2- التحول نحو الدوريات الإلكترونية قد أوجد الحاجة إلى موظفين بكفاءة معينة للتعامل مع نظم معلومات ومواقع الوب وناشرين وجامعى دوريات إلكترونية، إضافة إلى خبرات فى تقديم خدمات معلومات متطورة فى هذا المجال مما أدى إلى زيادة الكلفة من هذه الناحية.
3- اختصار شديد فى المساحة.
4- انخفضت نسبة ترفيف المجلدات إلى 29% خلال العام 99 / 2000.
5- انخفضت نسبة ترفيف الأعداد الجارية إلى 30%.
6- انخفضت نسبة خدمات التصوير من المجلدات الورقية إلى 20%.
7- انخفضت نسبة خدمة الرد على الاستفسارات حول الدوريات إلى 20% وارتفعت خدمات تدريب المستفيدين للتعامل مع الدوريات الإلكترونية.
8- تغيير فى طبيعة الوظائف المكتبية المتخصصة واستحداث وظيفة بعنوان مكتبى مصادر معلومات إلكترونية (
electronic resource libarian) مهمته التعامل مع هذه المصادر وإعداد قواعد البيانات المتكاملة لربط كافة مصادر المعلومات الإلكترونية فى المكتبة وعقد الاتفاقات مع جامعى المجلات الإلكترونية.
المكتبات العربية والدوريات الإلكترونية ؟
بعد هذه الدراسة والاتجاهات العلمية الحديثة نسأل هذا السؤال :
أين المكتبة العربية من مصادر المعلومات الإلكترونية وبالذات الدوريات الإلكترونية ؟ هل ستبقى المكتبة العربية تتعامل مع الشكل الورقى وإجراءاته التقليدية وتعانى من مشكلات الطلبات المتأخرة ونقص المعلومات؟ لقد اقتحمت تكنولوجيا الحاسبات المكتبات العربية بقوة وغيرت الكثير من المفاهيم وصارت المكتبات العربية – ولو بدرجات متفاوتة – تسارع إلى حوسبة إجراءاتها وخدماتها من خلال البرمجيات الجاهزة أو المعدة محلياً وتحولت بعضها كلياً إلى مكتبات إلكترونية فعالة فى حين لا تزال الأغلبية خاضعة ومتحفظة، فى حين تتخبط بعضا منها فى تجربتها، ولقد اقتنت العديد من المكتبات الأقراص الليزرية واشتركت بخدمات الخط المباشر واستخدمت الإنترنت لتقديم خدمات المعلومات.
إلا أن تجربة الدوريات الإلكترونية ربما لا تزال من التحديات الكبيرة لمكتباتنا العربية – ما دامت هى الآن تحديا للمكتبة الإنجليزية – وكما لاحظنا بأن التعامل مع الدورية الإلكترونية قد أثر فعلياً فى كل جوانب المكتبة الفنية والإدارية لأن الدوريات لها خصوصيتها وطبيعتها الخاصة.
برأينا – وبضوء – الدراسة نقدم المقترحات التالية لمكتباتنا العربية ونحاول ان نرسم لها تصورات المستقبل القريب فى تعاملها مع أهم مصدر معلومات وهو الدورية الإلكترونية :
1- على المكتبة العربية أن تخوض هذه التجربة بأسرع وقت ممكن فالدورية الإلكترونية أصبحت حقيقة واقعة ولها دور مهم كمصدر سريع وعملى للمعلومات والاتجاه نحوها فى تزايد مستمر.
2- إن على المكتبة العربية أن تهيئ البنية التحتية المناسبة لها ونحن نجد أن أكثر مكتباتنا العربية أصبح لها القدرة على امتلاك حواسيب وعمل شبكات محلية واشتراك فى الإنترنت ولكننا نجد أن هذه وحدها لا تكفى ، ما نعتقده الأهم هو تغيير فلسفة ومفهوم التعامل مع مصادر المعلومات الإلكترونية الجديدة وأن امتلاك أجهزة وإعداد قواعد بيانات وحدها لا يمكن أن نطلق عليها تكنولوجيا متقدمة بل أسلوب التعامل مع المعلومات الإلكترونية وكيفية الاستفادة منها ويتم ذلك عن طريق النقطة التالية.
3- أن تعيد أقسام المكتبات والمعلومات النظر فى مناهجها ورؤيتها لفلسفة المهنة فى ظل بيئة تكنولوجيا المعلومات عام 2000 وليس تكنولوجيا المعلومات عام 1980.
إن أهم نقطة برأينا هو تهيئة طاقات بشرية جديدة مؤهلة للتعامل مع الدوريات الإلكترونية تتعامل مع فكرة تزويد إلكترونى ومجهزى وجامعى دوريات إلكترونية وكيفية التعرف عليهم والتعامل معهم على الوب وعبر الإنترنت وعقد اتفاقيات ومعرفة مفهوم
Smart Links وكيفية الربط بين قواعد Full Text وعناوين الدوريات ثم الانتقال من موقع إلى آخر. هذه المفاهيم وغيرها باتت واقع وحقيقة لابد من تهيئة الطلبة لها فالتعامل مع الدوريات الورقية وإجراءات التزويد والسيطرة عليها تقليديا لم يعد مفيدا جدا. وهذا أيضاً يشمل كل الإجراءات كالفهرسة والإعارة وخدمات المعلومات والمراجع.
4- إعادة تأهيل الموظفين فى المكتبات العربية للتعامل مع هذه المصادر الإلكترونية فى التزويد وخدمات المعلومات والفهرسة.
5- تنشيط التعاون بين المكتبات العربية لولوج هذه التجربة وتفعليها بشكل يعمم الفائدة على أكثر من مكتبة، مستفيدين من طاقات وخبرات وإمكانات بعضهم البعض – خاصة الجامعية.
6- تنشيط التعاون فى هذه المرحلة بين المكتبيين واختصاصي الحواسيب لتهيئة كوادر متخصصة لتهيئة البنية التحتية المناسبة لاستخدام هذا المصدر وتقديم خدمات المعلومات بنجاح.

** منقول: من موقع cybrarians

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق